فقط لأنه مسيحي… انهالوا عليه بالضرب وقاموا بكسر خزانة خشبية على جسده محاولين قتله


المانيا/ أليتيا (aleteia.org/ar) الفرار من نيران الحرب، مواجهة مخاطر السّفر، وأخيرًا معاناة التّأقلم في بلدٍ لا ينطق بلسانك ولا يعرف عاداتك. هي قصّة كل لاجئ سوري قذفته عاصفة العنف التي ضربت بلاده فرسا على شاطئ يتوق بحره لالتهام جسده الضّعيف. وإن شاء القدر أن يصل سالمًا إلى بلد اللّجوء تبدأ رحلته مع عذاب الإندماج في مجتمعه الجديد بعيدًا عن أهله وأصدقائه.
هيثم جسري شاب مسيحي لا يتخطّى عمره العشرين سنة ترك قريته محردة في محافظة حماة السّورية ليصل بعد رحلة طويلة وشاقّة إلى منطقة فرايبورغ في ألمانيا.
متى وصلت إلى فرايبورغ الألمانية؟
وصلت إلى فرايبورغ منذ نحو ثلاثة أشهر. كانت رحلة طويلة جدًّا.
هلّا أخبرتنا عن تلك الرّحلة التي أوصلتك إلى هنا؟
كانت رحلة مليئة بالمشقّات. بعد أن أجبرتنا نيران الحرب على ترك أهلنا وأرضنا في محردة توجّهنا إلى لبنان برًّا. كنّا نحو مئة شخص نبحث عن الأمان. عقب وصولنا إلى لبنان سافرنا جوًّا إلى تركيا ومن هناك بدأت رحلتنا المليئة بالأخطار. كنّا نقف في عرض البحر وينتابنا خوف كبير من أن يبتلعنا الموج بين لحظة وأخرى. إلّا أننا وصلنا والحمد لله سالمين إلى شواطئ اليونان. لم يكن هذا البلد المضيف كما توقعنا حيث مكثنا في السّجن لثلاثة أيام حيث تعرّضنا للضّرب والتّعذيب. بعد خروجنا من السّجن توجّهنا إلى ميونخ الألمانية برفقة عناصر من الشّرطة. ومن هناك ذهبنا إلى مخيّم هورس في هامبورغ حيث تم توزيعنا على مناطق مختلفة.
ما هي المنطقة التي تم إرسالك إليها وكيف تصف فترة مكوثك هناك؟
تم إرسالي إلى مدينة نيوبراندربورغ هناك وللأسف تعرّضت للإهانات والضّرب من قبل أولاد بلدي. كنت أعيش في شقّة مع ستة حلبيين. الشّباب وبعد معرفتهم أنّي أنتمي إلى الدّيانة المسيحيّة قاموا باضطهادي. قام الشّبان في يوم من الأيام باتهامي بسرقة قطعة شوكولاتة لا تتعدّى قيمتها إثنين يورو فانهالوا عليّ بالضرب وقاموا بكسر خزانة خشبية على جسدي. فما كان أمامي سوى مغادرة المنزل والبحث عن مكان آخر أقيم به فوصلت أخيرًا إلى فرايبورغ.
كيف تؤمّن حاجاتك الأولية هنا؟
بصراحة انا في طور البحث عن عمل كي أؤمن مدخولًا لذا يقوم عدد من الشّبان بإقراضي المال إلى حين توفّر راتب.
ماذا عن عائلتك؟ هل أتت معك إلى هنا؟
أنا يتيم الأب. أختي وأمي هما كل ما تبقى لي إلّا أنهما لا تزالان في سوريا. أنا أتوق لإحضارهما إلى هنا إلّا أن ذلك غير ممكن كوني تخطّيت السّن القانوني.
هل هناك من كلمة أخيرة تود قولها؟
أشكر الله وكل من إهتم بي هنا وأتمنى التّوفيق للجميع.