ببركة القديس ابو سيفين فر من أمامه هارباً فى حالة ذعر


يقول الدكتور ( ص . ز . ف ) طبيب أنف وأذن وحنجرة معروف للدير ويقطن خارج القاهرة :
أنا حبيبى جداً الشهيد العظيم أبو سيفين فمهما كانت ظروفى أحضر خصيصاً من بلدى إلى القاهرة لحضور الاحتفال بأعياده ثم أعود فى نفس اليوم . وأسجل هذه المعجزة بالرغم من أنها ليست معجزة شفاء لأقدم الشكر لإلهنا الحنون الذى يحيطنا دائماً بمراحمه ويرسل لنا عوناً من قدسه ، فقد نجانى أنا وزوجتى وأولادى ببركة الشهيد فيلوباتير مرقوريوس من مخاطر لا أعلم مداها – الله وحده يعلم – كما منحنى بركة معرفته المعرفة الحقيقية وإليكم تفاصيل الأحداث :
فى أوائل شهر مارس عام 1996 م وبالتحديد فى بداية الأسبوع الأول من الصوم الأربعينى المقدس ، بينما كنت فى عيادتى الخاصة ، حضرت سيدة مريضة مع زوجها تشكو من ألم ينتابها فى الأذن .. وقبل القيام بالكشف أنصرف زوجها .. وقد تصادف هذا اليوم على غير المعتاد خلو العيادة تماماً من الزوار ولم يكن معى أحد من الزملاء .. وهذا نادراً ما يحدث وربما كان يرجع ذلك لسبب الزيارات الرسمية التى كانت فى بلدتنا فى ذلك اليوم .
بعد إجراء الكشف والانتهاء من كل ما تريده المريضة من استشارات طبية ، فوجئت بتطرقها للحديث فى موضوعات أخرى .. حاولت إنهاء الحديث لكن دون جدوى وأصبحت لا أعلم كيف أخرجها من العيادة .. حاولت الانشغال بمكالمات تليفونية ولكنها لم تتحرك من مكانها .. وأخيراً أخبرتها بأنى سأغلق العيادة لأنزل إلى المستشفى وبالكاد تحركت وانصرفت .
فى اليوم التالى فوجئت بحضور زوج هذه السيدة إلى العيادة وإذ به يهددنى وهو منتهى الهياج والثورة العصبية قائلاً :" لك أن تختار أحد الأمور الثلاث لحل الموقف بينى وبينك :
إما أن تحمل كفنك وتلف فى البلد لتخبر بما ارتكبته ..
إما أن تترك البلد وتغادرها تماماً ..
إما أن تدفع مبلغ 36 ألف جنيهاً حسب حكم كبار الأشخاص فى البلد . "
طبعاً كان كل اختيار أصعب من الثانى فى إمكانية تنفيذه .. وعندما علم برفضى ، أخبرنى بأنى سأكون أول ضحية فى البلد وإنى سأجنى على كثيرين .. وكنت أعلم تماماً إمكانية تنفيذ هذا التهديد مثل ما حدث مع حالات كثيرة أعلمها بنفسى وسبق أن تمت فى بلاد مجاورة لبلدتنا ..
انصرف الرجل وأنا فى حيرة لا أعلم كيف أتصرف فى مثل هذا الموقف .. مكثت ثلاثة أيام وأنا فى شدة القلق والتعب : غير قادر على الأكل ولا النوم ولو للحظة ولا أعلم كيف أخبر زوجتى بما أنا فيه ..
وهنا قررت الاتصال بأحد الآباء فى الأديرة للصلاة من أجلى رغم إننا فى فترة الصوم وكل الأديرة مغلقة ، ولكنى حاولت بشتى الطرق لأن الموضوع موت أو حياة .. وأخيراً وصلت إلى هذا الأب ورويت له المشكلة ، فطمأننى وقال لى :
" بنعمة ربنا الموضوع سينتهى على خير .. هو كل المشكلة أن هذا الرجل يريد منك دفع هذا المبلغ ، لكن لا تستجيب له وربنا سيتدخل لكن علينا بالصوم والصلاة .. وسأعطيك كسوة رفات الشهيد أبى سيفين وصاحب الكسوة سيتصرف بشرط أن ترجع لى الكسوة بعد حل المشكلة ."
أخذت كسوة الشهيد ووضعتها فى مظروف على مكتبى فى العيادة وفى اليوم التالى حضر الرجل طرفى بنفس روح الشر التى اعتاد عليها وكان يحمل مسدساً فى جيبه .. ثم اقترب نحو مكتبى وهو يسألنى عما قررت ، فطلبت منه الجلوس أولاً ، فجلس أمامى فى الجهة الأخرى من المكتب ..وفى هذه الأثناء وضعت يدى على كسوة الشهيد لتكون بينى وبينه مع الاحتفاظ بوضع يدى فوقها .. ثم قلت له :" ماذا تريد ؟"
قال :" أنا عايز المبلغ إللى أخبرتك به .. وإلا سأضربك بالمسدس حالاً ." وهنا كلمت الشهيد فى داخلى وأنا أضع يدى على كسوته وقلت له : " اتصرف يا شهيد الرب ." ثم أخبرت الرجل بأننى لن أنفذ له ما يطلبه ولن أفعل إلا ما يروق لى .
وفجأة رأيت هذا الرجل الجبار يقوم ويتراجع إلى الخلف من أمام المكتب وكأنه نار تنطفئ أمامى ، وأخذ يقول لى وهو مرتعد ومضطرب :
" أنا مش عارف .. أنا كنت جاى من بره وحاطط فى مخى إنى أقطع رقبتك .. لكن أنا مش عارف لما دخلت عندك ووقفت قدامك إيه إللى حصل لى .. أنا مش عارف أتكلم .." وأخذ يردد وهو فى حالة من الخوف والذعر :
" أنا مش حاجى هنا تانى .. أنا مش حاجى هنا تانى .. إنت مش حتشوف وشى فى العيادة هنا تانى .. خلاص أنا ماشى ... وإللى أنت عايز تعمله إعمله .. أنا ماشى .. وماليش دعوة بك تانى .."
وظل يردد هذه الكلمات وهو يتقهقر إلى الخلف حتى انصرف من العيادة .. ورأيته يجرى على سلم العيادة كأن أحداً يطارده ..
ظللت انادى عليه لكى ينتظر ولكنه فر من أمامى هارباً فى حالة ذعر وهندما سعيت وراءه على السلم لأقول له انتظر حتى نتفاهم ، قال :
" لا أنا مش حَ أتكلم معاك أبداً إنت تبعد عنى أنا لما بأشوفك مش عارف إيه إللى بيحصل لأعصابى " وانصرف الرجل واختفى تماماً.
شكرت الله وشهيده العظيم على عمله .. وفى شدة تأثرى أخبرت زوجتى وبعض الزملاء بالموضوع ، فكانوا مندهشين لقوة نجدة هذا الفارس البطل الشجاع وصاحوا قائلين : أكسيوس أكسيوس لمحب الآب فيلوباتير مرقوريوس .. السلام لبطل غالب .. ذو حربة مشهورة طاعنة أعداء القدوس .
ولايسعنى إلا أن أشكر الله الذى نجانى وأنقذ حياتى الجسدية والروحية .. فقد عرفنى الطريق إليه ، فكان لهذه التجربة فوائد روحية كثيرة وهى تمثل الجزء الثانى من المعجزة وهو الهام جداً عن كل ما سبق :
كنت عامة لا أطيق فترات الصوم وكانت تمر بالنسبة لى فى المنزل وأنا فى حالة تعب سواء من ألم فى المعدة أو الأمعاء وكنت أزداد فى العصبية فى المنزل بسبب نوع الطعام المعد .. وكنت أشعر باستمرار أن الصوم هو عذاب .. فعندما تعرضت لهذا الموقف فى بداية الصوم وأخبرنى الأب الراهب بأن هذا الموضوع لا يحل إلا بالصوم والصلاة ، وافقته فى خضوع وطاعة من كل قلبى ..
بدأت الصوم ولأول مرة لم ينتابنى الشعور بأى ألم بل شعرت بفرح وأن الطعام حلو جداً .. وقد صام جميع أفراد المنزل سواء أطفال أو كبار ونحن جميعاً فى سلام وفرح .. بدأت أنا وزوجتى نشترك فى الصلاة يومياً بالأجبية ، وفى مساء كل يوم أشترك أنا وأولادى فى عمل تمجيد للشهيد أبى سيفين .
أشكر الله على عمله العجيب فقد انتشلنى وغير مجرى حياتى .. فتذوقت عذوبة الصوم وجمال العشرة مع الله .. ولم أنل ذلك إلا بسبب هذه التجربة التى سمح بها الله ولكنه أعطى لى معها المنفذ وأرسل معها بركات لا تحصى