النيابة تبدأ التحقيق في حريق كنيسة الراهبات بدير القديسة دميانة
..بدأت نيابة بلقاس بالدقهلية، تحت إشراف المستشار أيمن أبوعيطة، المحامي العام لنيابات شمال الدقهلية، الخميس، تحقيقاتها في حريق كنيسة الراهبات بدير القديسة دميانة ببراري بلقاس.
واستدعت النيابة وكيل الدير وجميع العاملين به للتحقيق وسماع أقوالهم في أسباب الحريق، كما قررت تفريغ كاميرات المراقبة بمدخل الدير لبيان دخول أو خروج غرباء، وطالبت بسرعة استصدار التقرير النهائي للأدلة الجنائية حول أسباب الحريق وملابساته.
كان اللواء أيمن الملاح، مدير أمن الدقهلية، قد تلقى إخطارا من اللواء مجدي القمري، مدير المباحث، الأربعاء، يفيد بنشوب حريق هائل بدير القديسة دميانة ببلقاس وتصاعد ألسنة اللهب من شبابيك الدور الرابع والخامس بالدير، وتأخرت سيارات المطافئ لمدة ساعة ونصف، ما تسبب في احتراق الكنيسة بالكامل.
وتبين من المعاينة أن الحريق بكنيسة الراهبات الرئيسية والكائنة بالدور الرابع بالدير، ومساحتها تزيد عن 350 مترا، وتضم مقتنيات وأيقونات تاريخية ونادرة.
انتقل مدير الأمن وعدد من قيادات الأمن إلى مكان الحريق وتفقد عمليات الإطفاء داخل الكنيسة، بينما منع أهالي القرية الدكتور أحمد الشعراوي، محافظ الدقهلية، من الدخول، احتجاجا على تأخر سيارات الإطفاء وعدم استجابة المحافظة لرغبة الأهالي بتخصيص وحدة إطفاء على مدخل القرية لخدمة المنطقة بالكامل.
وأكد التقرير المبدئي للأدلة الجنائية أن سبب الحريق هو وجود قنديل مشتعل داخل الكنيسة، وهو ما رفضته راهبات الدير، وأكدن في تصريح لـالمصري اليوم، أنه يوجد بالكنيسة قنديلين فقط وتم إطفاؤهما وإغلاق سكينة الكهرباء بعد انتهاء صلاة التسبحة في الساعة السادسة صباح الأربعاء، بينما اشتعلت النيران في الساعة العاشرة والنصف تقريبا.
وقالت إحدى الراهبات، من شهود الحريق: كنت على السطح وقت الحريق وفوجئت بتصاعد دخان من القبة فنزلت للكنيسة فورا، ودخلت فوجدت النيران مشتعلة بالقرب من الشبابيك الخلفية والجانبية، بعيدا عن منطقة الهيكل، وكانت الجدران مشتعلة لأنها مبطنة بالخشب ولم تصل بعد للسجاد والموكيت بالأرض، فصرخنا ليسمعنا العمال، وبالفعل بدأوا في التوافد لإطفاء الحريق، لكن للأسف كانت النيران تنتشر سريعا في الكنيسة بالكامل.
وأطلقت مساجد قرية دميانة استغاثات في الميكروفونات بوجود حريق بالدير، وتوافد مئات الأهالي للمشاركة في عمليات الإطفاء بعد تأخر المطافئ.
وقال جمال محمد عبدالفتاح، 54 سنة، عامل محارة أصيب باختناق: احنا اتولدنا واتربينا في وسط إخواننا المسيحيين، ودير القديسة دميانة له مكانة خاصة عند أهالي القرية مسلمين ومسيحيين، ولذلك لم نتأخر لحظة في الدخول للدير والمشاركة في عمليات الإطفاء، وفي أيام الانفلات الأمني كان المسلمون يحرسون الدير.
وأطلق الدير عددا من التكاتك لتطوف القرية لتوجيه الشكر للأهالي من المسلمين والمسيحيين على مشاركتهم في انقاذ الدير والراهبات من حريق هائل.
وأكد القمص ديسقورس شحاته، وكيل دير القديسة دميانة، أن خسائر الدير في الحريق تتعدى الـ3 ملايين جنيه، لأن الكنيسة التي احترقت تم تجديدها بالكامل العام الماضي، وبها أيقونات ومقتنيات نادرة وتاريخية.
وقال: رغم تأخر المطافئ، إلا أن مدير أمن الدقهلية وصل للدير في وقت قياسي، ودخل للاطمئنان على الراهبات وتحمل غضب الأهالي بسعة صدر، مطالبا بتنفيذ مطلب الأهالي بتخصيص وحدة إطفاء على مدخل القرية لخدمة المنطقة بالكامل، خاصة أن الدفاع المدني معاين الأرض ووافق عليها ونتتظر قرار المحافظ.
على الصعيد نفسه، أجرى الأنبا بيشوي، رئيس الدير، اتصالا هاتفيا من خارج مصر للاطمئنان على الراهبات، كما أجرى الأنبا موسى وعدد من قيادات الكنيسة اتصالات بالدير للوقوف على تداعيات الحريق والاطمئنان على الراهبات، وتلقى الدير اتصالات من قيادات كنسية خارج مصر تطمئن على الدير، خاصة أن دير القديسة دميانة من الأماكن المقدسة عند الأقباط الأرثوذكس على مستوى العالم كله، وتصله وفود دينية من عدة دول للحصول على البركة وزيارة الأماكن التاريخية والدينية المقدسة به، والتي تعود للقرن الرابع والثامن الميلادي.