خروج الدم من ضريح القديس يوحنا المعمدان بالجامع الأموي في دمشق ؟


قصّة خروج الدم من ضريح القديس يوحنا المعمدان بالجامع الأموي في دمشق
كنيسة القديس يوحنا المعمدان هي كنيسة أثرية تقع في مدينة دمشق / سوريا، ويتوسط موقعها مدينة دمشق القديمة.
قول فيليب حتي إن الوليد أرسل الى امبراطور الروم في طلب مئة من الفنانين اليونان لبناء المسجد ، بينما يجعلهم ابن عساكر “مئة الف” ، و”أن بعضهم استخدم في بناء مكة والمدينة”.
ويخبر يزيد بن واقد ، الذي كان مسؤولاً عن العمال الروم في بناء المسجد ، أنهم وجدوا هناك “مغارة ، فأخبر الخليفة بذلك” .
فأتى ليلاً ، ومعه شمع فإذا هي كنيسة أخرى صغيرة ، فيها صندوق ، ففتح الصندوق ، فإذا فيه إناء ، وفي الإناء راس يوحنا المعمدان” كما يقول “.
هذا وإن أهم آثار الروم المتبقية في هذه الكنيسة ، هو رأس يوحنا المعمدان (السابق) ، وجرن المعمودية ، والكتابة الرومية (اليونانية) الموجودة على الباب الجنوبي : ” ملكك أيها المسيح إلى أبد الدهور ، وسلطانك إلى جيل فجيل”.
كما اكتشف مؤخراً رسم للسيد المسيح على رأسه إكليل شوك”.
(المصدر : كتاب نزهة الأنام في محاسن الشام ، نقلاً عن ابن عساكر ، أهم الوثائق التي تؤرخ لدمشق” )
🔺داخل الجامع الأموي الكبير في دمشق وتحت هذه القبّة يُحفظ جزءٌ من رفات القديس يوحنا المعمدان، وهو على الأرجح من جمجمة القديس، وذلك منذ أن كان كنيسة كبيرة شيّدها الروم البيزنطيين في القرن الرابع الميلادي على اسم هذا القديس، وقبل أن يتمّ تحويله الى "الجامع الأموي" في القرن الثامن الميلادي، بعد احتلال العرب لبلاد الشام!
في العهد الخلافة الفاطمية، وهو أشدّ العهود قهراً واضطهاداً للمسيحيين في بلاد الشام، أمر والي دمشق بإزالة ضريح القديس يوحنا المعمدان من مكانه داخل الجامع الأموي. فما أن باشر العمّال المُكلّفون عملهم، ومع ضربات المطرقات والمعاول الأولى لإزالة المقام، حتى نَفرَ من الضريح سيلٌ غزيرٌ من الدماء وجرى باتّجاه منطقة "باب مصلى" التي كانت عبارة عن ميدان الحَصى الذي كانت تجري عليه سباقات الخيل في الماضي، وتقع عند تقاطع شوارع ابن عساكر – المجتهد – الميدان – الزاهرة. فأُصيب العُمّال بالذُعر الشديد والذهول! وسرعان ما انتشر الخبر في دمشق كلّها، وجاء والي الشام بنفسه لينظر ما حدث، وسارع الأئمّة والمشايخ الى المكان وبدأوا بالأدعية والصلوات من أجل ايقاف جريان الدم، ولكن دون جدوى...! عندها أُبلغَ مطران دمشق الذي توجه إلى المكان يرافقه رجالٌ من الكهنة والشمامسة والرهبان الأرثوذكس، فلمّا وصلوا الى المكان بدأوا يتلون الصلوات… عندئذ توقف الدم عن الجريان والامتداد، وبدأ بالانكفاء والانقطاع تدريجياً حتى دخوله الضريح... بعد ذلك تراجع الوالي عن قراره وأمر بإبقاء المقام داخل الجامع الأموي على حاله. ويقال أيضاً بأن سبب تسمية المقهى المعروف قرب الجامع الأموي ب "مقهى النوفرة" يعود إلى هذه الحادثة أي نسبةً الى "نفور الدم" من داخل الضريح، وأن "باب مصلّى" أُطلقت عليه لاحقاً هذه التسمية نسبةً الى "صلوات" الأساقفة والكهنة الأرثوذكسيين التي أُقيمت بقربه من أجل إيقاف سيل الدماء.
هذا ما حفظته الذاكرة الشعبية المسيحية الدمشقية، وورد ذكره أيضاً في مخطوط تاريخي موجود في دير سيدة البلمند البطريركي في لبنان. يارب أرحمنا آمييين
إعداد : الأب رومانوس حداد
نرجو المشاركة ليعلم الجميع الكثير من الحقائق المخفية