عمرك سمعت عن القديس ماما .. تعالوا ناخد بركته مع بعض اعمل شير وعرف الناس عليه



ولد القدّيس في ناحية بافلاغونية (في آسيا الصغرى الشماليّة بمحاذاة البحر الأسود) في ولاية البنطس. كان والداه زوجين مسيحيين تقيّين، فقبض عليهما الولاة وزجّوهما في السجن من أجل اسم الربّ يسوع. لم يكن ماما، يوم ذاك، قد أبصر النور. هناك في السجن رقد أبوه رقود المعترفين وما لبثت زوجته أن لحقت به بعد أن وضعت مولوداً ذكراً. وبطريقة غير مذكورة او معروفة درت أرملة مسيحيّة تقيّة اسمها أميّان بما جرى في السجن، فدخلت على الحاكم وسألته أن تأخذ جسدي الراقدين لتدفنهما وأن تأخذ الصبي لتربيه، فأذن لها.
أخذت أميّان الصبي إلى خاصتها واعتنت بأمره. وقد بقي أخرس لا ينطق بكلمة حتّى بلغ الخامسة. وكانت أول كلمة خرجت من فمه "ماما"، فجرى عليه، منذ ذلك، لقب "ماما".
نشأ "ماما" على التقوى ومحبّة الله. فلمّا بلغ الخامسة عشرة من عمره أبدى حماساً كبيراً للمسيح، وكان جسوراً، يجاهر بإيمانه قدّام أقرانه ويسخر من الأصنام دون مهابة. نشأ "ماما" على التقوى ومحبّة الله. فلمّا بلغ الخامسة عشرة من

عمره أبدى حماساً كبيراً للمسيح، وكان جسوراً، يجاهر بإيمانه قدّام أقرانه ويسخر من الأصنام دون مهابة. فقبض الجند على القدّيس إثر وشاية وحاولوا إرغامه على تقديم الذبائح للأصنام فامتنع، فساقوه أمام ديمقريطس، حاكم قيصرية الكبادوك، ومن ثمّ أمام الأمبراطور نفسه. حاول الأمبراطور، أول الأمر، أن يتملّقه كما يتملّق الكبار والصغار فأخفق. فاغتاظ لرؤية ولد يتحدّى إرادته، وصار يتهدّده ويتوعّده، ثم سلّمه إلى الجلاّدين فضربوه وردّوه إليه، فأعاد الكرّة وقال للقدّيس أنّ عليه فقط أن يقول أنّه ضحّى للألهة حتّى يطلقه فرفض القدّيس أنّ يضحي أو ينكر المسيح يسوع.
إذ ذاك أسلمه الأمبراطور إلى المعذبين الذين أشبعوه ضرباً وطعنوه بالحراب ثم ألقوه في البحر. وهكذا قضى "ماما" شهيداً للمسيح.

القديس