على الرّغم من مرور شهرين إلّا أنّي لم أتخطى الصّدمة بعد…علّقوهم بحبال على شجرة و النّساء الأربعة قُتلن دفاعًا عنّا نحن الرّاهبات


هو صراع بين السّلام والإجرام لا بل حرّب بين المحبّة والبغض تُترجم على أرض الواقع بأبشع مشاهد العنف.
للمرّة الثّانية شاء القدر أن تشهد الأخت ماري سالي على هجوم مسلّح يطعن قلب الكنيسة ويُبكيه حزنًا على الذين يُقتلون شهادة للمسيح.
على الرّغم من مرور شهرين على حادثة الهجوم المسلّح الذي وقع في مركز لرعاية المسنين في عدن اليمنية وراح ضحيته ستة عشر شخصاً من بينهم أربعة راهبات، لا تزال الصّورة المفجعة تطارد الأخت ماري سالي النّاجية الوحيدة من هذا العمل الإرهابي.
هذه الرّاهبة الهندية التي تركت أهلها وبلدها للخدمة ضمن الإرساليات الخيرية في اليمن عادت اليوم إلى الهند للقاء أقربائها.
لقاءٌ أكدت الرّاهبة أنه لن يطول فهي تصرّ على إتمام رسالتها الإنسانية حتّى آخر رمق.
“على الرّغم من مرور شهرين إلّا أنّي لم أتخطَ الصّدمة بعد…. لقد نجوت بأعجوبة!” قالت الأخت ماري.
وعن تفاصيل الحادث قالت الأخت :” المسلّحون الأربعة إقتحموا المكان وقاموا بقتل الحرّاس وبينما حاول بعض العمّال تحذيرنا لقوا حتفهم أيضًا وهم معلقون بحبال على شجرة”.
الرّاهبة أضافت:” لقد دمّروا الكنيسة واختطفوا الأب توم أوزهوناليل… رأيت المسلحين وهم يعصبون عيني الكاهن ويقيّدون يديه. الأب توم كان رجلًا نادرًا ومتفاني في عمله. أطلب من الله أن يحميه ويعيده إلى الكنيسة سالمًا.”
الأخت ماري أوضحت أن المسلحين لم يقووا على العثور عليها حيث صودف وجودها آنذاك في قسم آخر من المبنى.
“كنّا نعمل سويًّا حيث وعقب وجبة الفطور كنّا نتوجه مباشرة إلى دار المسنين لرعاية أربعة وستين شخصًا”. أضافت الرّاهبة التي التحقت في الإرساليات الخيريّة عام 1978.
بحزن عميق قالت الأخت ماري:” أشكر الله لإنقاذه حياتي إلّا أنّي أشتاق إلى أخواتي الحبيبات كثيرًا وأصلّي دائمًا لراحة نفوسهن.”
هذا وتساءلت الأخت عن سبب إعتداء هؤلاء المسلّحين على المرسلين الذين يمضون كل أوقاتهم في خدمة الفقراء وذوي الاحتياجات الخاصة والمسنين المنسيين.
إشارة إلى أنه مباشرة وبعد وقوع هذا الهجوم المسلّح في عدن تم نقل الأخت سالي بداية إلى منزل الأسقف في الإمارات العربية المتّحدة لتنتقل بعدها للخدمة ضمن الإرساليات الخيرية في الأردن.
هذا الهجوم المؤلم أعاد إلى ذهن الأخت سالي الهجوم المسلّح الذي استهدف المركز التّابع للأم تيريزا في كالكوتا عام 1992.
“فيما حاولت أربع نساء منع المسلحين من الدّخول إلى مركز الرّعاية أطلق المسلّحون النّيران باتجاه النّسوة من دون أي شفقة أو رحمة! النّساء الأربعة قُتلن دفاعًا عنّا نحن الرّاهبات اللواتي كنّا في الدّاخل.” إستذكرت الأخت سالي.